كـتّـــــــاب
ثلج ..
تواصل تساقط الثلوج على أوروبا طيلة الأيام الماضية،فتعطّلت حركة القطارات، وألغيت رحلات طيران وأجلت رحلات أخرى ... ونام مسافرو مطار هيثرو الشهير جلوساً على الكراسي وقرب حقائبهم المحشوة بالحنين..
***
فليتوقف العالم قليلاً لنتخيل...
عجوزاً إنجليزية تجلس على كرسيها الهزاز بهيبة مكتملة الدفء، نظارتين سميكتين ورداء أسود وجوارب صوفية ثقيلة، تتابع بنهم برنامجاً تلفزيونياً عن تكاثر السلاحف، أمامها كوب من الشاي وبسكويت غير محلّى، أنيسها الوحيد كلب «قليل خواص» منسدح على كنبة قريبة..عند الساعة الرابعة إلا أربع دقائق تقوم عن كرسيها فيهتز قليلاً محدثاً صريراً ناعماً، تثبت الرداء على كتفيها ، تنظر من نافذتها..أضوية المدينة بدأت تضاء تباعاً مثل قطع الدومينو، عمّال يحاولون فتح الطرق دون تغيير مسارات الشوارع،بخار كثيف يخرج من أفواه المتحدّثين، نقاشات مجدية وعلمية، آذان صاغية، وحلول سريعة..حدائق بيضاء تتقدم البيوت الخشبية الحمراء، طاقية بابا نويل مثبتة على رجل الثلج قد صنعه طفل في العاشرة من عمره، نوافذ قديمة نصفها غارق بياسمين السماء، أم يافعة تخرج من «هايبر ماركت» بعد ان اشترت مستلزمات عيد الميلاد وعمدة المدينة يتمنّى أمام ثلة من المسافرين أن تعود حركة الطيران والقطارات إلى طبيعتها قبل 25-12 ويضحكون، صحيح انهم محاصرون لكنهم يضحكون.
وقبل ان اكمل مشهد التخيّل ..تهزّني ام العيال..قائلة: «قوم شوف ثلاجتك مالها بطّلت تبرّد»...
سبحان الله ..لا ثلج حتى في ثلاجتنا...
أحمد حسن الزعبي
المفضلات