العربية.نت
في تعليقه على الثورات التي جرت في العالم العربي، استشهد الروائي الليبي المعروف، ابراهيم الكوني، بما قاله أحد رموز الثورة الفرنسية، إن من يجني ثمار الثورة هم أسفل السفلة.
وأضاف، في معرض حديثه لبرنامج "نقطة نظام" مع الإعلامي، حسن معوض، على قناة "العربية"، أن الفيلسوف الفرنسي يقصد "أولئك الذين لم يقوموا بالثورة، ولم يبذلوا جهداً فيها، ويأتون من كل حدب وصوب كي يقطفوا ثمار الثورة".
ويُعرض البرنامج على شاشة قناة "العربية" مساء اليوم الجمعة الساعة 17.30 بتوقيت غرينتش، ويعاد السبت الساعة 14.30 بتوقيت غرينتش.
وتساءل الكوني: "هل تعتقد أن من يمسكون بزمام الأمور في ليبيا الآن هم الذين قاموا بالثورة؟"، ويخلص إلى أن "هؤلاء لا أحقية لهم بالثورة".
ويقول الروائي الليبي: "لن أعود إلى بلدي كي لا أسلم رقبتي إلى دولة بلا قانون"، مضيفا أنه "لا توجد في ليبيا دولة، فما بالك بالقانون".
ويرى أنه "رغم وجود سلطة الاستبداد في الماضي فإنه كان هناك قانون اسمه العرف، فقد كان بإمكانك مثلا أن تستنجد بالقبيلة".
ويضيف: "أنا أستطيع العودة إلى ليبيا، ولست ممنوعاً من الدخول، ولكني أتحدث عن رأي لا ينطبق علي فحسب، بل على كل إنسان يريد الحقيقة في العالم".
وحول رجال الدين والسلطة، قال: "رجل الدين ليس مكانه السلطة. الدين مبدأ إلهي والسلطة مبدأ شيطاني. السلطة دائما خطيئة ولا يجوز أن تثق بمن يسعى إلى السلطة".
أما بشأن التدخل العسكري الخارجي، فيرى الكوني أنه في ليبيا تظاهر أناس عزل ووجهوا بآلة حربية تفوق المنطق. وكانت البلاد كالمصاب بورم خطير، وفي حاجة ماسة إلى تدخل خارجي.
توقع الثوراتويقول الكوني إنه في كتاباته توقع حدوث الثورات، ويضرب مثلا على ذلك بروايته المسماة "الورم"، والتي يذكر أنها اعتبرت في أوروبا بمثابة توقع ليس لما حصل في ليبيا فحسب، بل ما حصل في العالم العربي كله، ولكنها لم تلق قبولاً في العالم العربي ولم يقرأها أحد.
وأكد أن نقده للثورات ليس من باب الترف الثقافي لأديب يسكن جبال الألب السويسرية، وقال: "جبال الألب لا يسكنها المترفون بل يسكنها النساك والزهاد، وبسطاء المهاجرين من شمال إفريقيا والقارة الإفريقية عموما".
ويتابع: "هل يبخل علي العالم أن أحيا حياة كريمة من وظيفة أملكها منذ عام 1965 في عهد الملكية في ليبيا. وقد رفضت عروضا بأرفع المناصب الوزارية من معمر القذافي وابنه سيف الاسلام. وهل يعقل أن أرفع راية ليبيا كقيمة في العالم كله ويبخل علي القذافي أو غيره بمنصب سياسي كان يهبه لكل من هب ودب. تقدير القذافي لي يحسب له".
أنا والقذافيويؤكد الكوني أنه كان العدو رقم واحد للقذافي، وأول من اصطدم به في أول مؤتمر صحافي عقده في ليبيا عام 1969 وذلك بسبب إقصاء المثقفين.
وأضاف أنه تشاجر مع القذافي مشاجرة شديدة. ثم أرغم القذافي على تنظيم مؤتمر الفكر الثوري بداية عام 1970 وتشاجر معه مشاجرة أكبر، وكتب عن ذلك كتابا بعنوان "نقد الفكر الثوري"، وكان أول كتاب يصادر للكوني في ليبيا.
وتابع: "هل من المعيب أن يقدر رئيس دولة قيمة إنسان حمل راية الوطن في العالم، وحاز على 15 جائزة دولية لم يحزها كاتب عربي على الإطلاق".
ويقول الكوني إنه كان مطاردا من الأجهزة الأمنية، التي يرى أنها لا تعرف رئيس دولة، بل تتوارث قواعد تستمر معها إلى الأبد.
ويضيف: "كنت أقدم النصائح للقذافي كلما التقيت به، وأعترف أنه كان يصغي إلي باهتمام، ويحترم كل آرائي، ولم يعارضني على الإطلاق، ولكن كان من الصعب أن ينفذ تلك النصائح التي كان من بينها أن يعتني بليبيا وأهلها".
وينفي الكوني أنه كان رئيسا لجائزة القذافي العالمية للآداب وقال: "أتحدى الآن أن يثبت أي مخلوق أنني كنت رئيساً لهذه الجائزة".
رد مع اقتباس
المفضلات